السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد ،
قال الله تعالى :
( فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )
[ سورة الأعراف : الآية 176 ]
هنا سأجمع لكم بإذن الله ما وقع بين يدي من صفحات وأقوال مأثورة من حياة السابقين راجية من الله التوفيق لنا وللجميع
بسم الله نبدأ ...
حِرْفة العارفين :
قال أحد الحكماء :
حِرْفة العارف ستة أشياء :
إذا ذكر الله ؛ افتخر .
وإذا ذكر نفسه ؛ احتقر .
وإذا نظر في آيات الله ؛ اعتبر .
وإذا همَّ بمعصيةٍ أو شهوة ؛ انزجر .
وإذا ذكر عفو الله ؛ استبشر .
وإذا ذكر ذنوبَه ؛ استغفر .
{ تنبيه الغافلين ، لأبي الليث السمرقنديّ : ص 52 }
من رجا الخالِق لم يَرْجُ المخلوق :
أخرج البيهقيّ وابن عساكر من طريق أبي المنذر هشام بن محمد عن أبيه ، قال :
أضاق الحسنُ بن عليٍّ ، وكان عطاؤه في كلِّ سنة مائة ألف ، فحبسها عنه معاوية في إحدى السنين ، فأضاق إضاقةً شديدة ، ثم قال :
فدعوت بداوة لأكتب إلى معاوية ؛ لأذكِّره نفسي ، ثم أمسكتُ فرأيت رسول صلى الله عليه وسلم في المنام ، فقال :
(( كيف أنت يا حسن ؟ )) .
فقلت : بخير يا أبت ، وشكوت إليه تأخر المال عني .
فقال : (( أَدَعَوْتَ بداوةٍ لتكتب إلى مخلوق مثلك تُذكِّره ذلك ؟ )) .
فقلت : نعم يا رسول الله ، فكيف أَصنع ؟
فقال : قل : (( اللهم اقذف في قلبي رجاءَك ، واقطَعْ رجائي عمن سواك حتى لا أرجوَ أحداً غيرَك .. اللهم وما ضَعُفَتْ عنه قُوَتي ، وقصَّر عنه عملي ، ولم تنتهِ إليه رغبتي ، ولم تَبْلُغْه مسألتي ، ولم يَجْرِ على لساني مما أعطيتَ أحداً من الأوَّلين والآخرين من اليقين فخُصَّني به يا ربَّ العالمين )) .
قال : فوالله ما ألححتُ به أُسبوعاً حتى بَعَثَ إليَّ معاويةُ بألفِ ألفٍ وخمسمائةِ ألفٍ فقلت : الحمد لله الذي لا ينسى من ذكَره ، و لا يخيِّب من دعاه .
فرأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، فقال :
(( يا حسن ، كيف أنت ؟ )) .
فقلت : بخير يا رسول الله ، وحدَّثته بحديثي ، فقال :
(( يا بُنيّ ، هكذا منْ رجا الخالق ، ولم يَرْجُ المخلوق )) .
{ تاريخ الخلفاء , للإمام السيوطيّ : ص 193 }
يُتبع إن شاء الله تعالى ..